أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن التفجيرات المتزامنة التي استهدفت أجهزة الاتصال "بيجر" في عدد من المناطق اللبنانية على مدى يومين، وأسفرت عن عدد من الوفيات وآلاف الإصابات، ليست حدثاً هيناً في حجمه وتداعياته، إذ جاء في ظرف دقيق تمر به المنطقة، واستمراراً لسياسة العدوان الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان، ومناورة خطيرة إضافية تهدد باتساع الحرب المندلعة منذ نحو عام.

واعتبرت أن "الأمر برمته يهدد بأن تكون المخاوف من دوامة العنف التي تجنبها الشرق الأوسط منذ السابع من تشرين الأول الماضي، باتت اليوم أقرب إلى الوقوع، والوصول إلى هذا الوضع جاء بسبب رعونة الحكومة الإسرائيلية واستمرائها سياسة القتل والتدمير وإشاعة عدم الاستقرار، يشجعها في ذلك عجز المجتمع الدولي عن الردع، وازدواجية الموقف الأميركي حيال الأزمة الكبيرة، فهي من جهة تؤيد النهج الإسرائيلي وتحميه من الملاحقة القضائية والدولية وتدعمه بالمال والسلاح، ومن جهة أخرى تلعب دور الوسيط للتهدئة وخفض التصعيد، وفي هذه الحالة لا تستمع إليها حكومة التطرف في تل أبيب، وسمع العالم مرات عدة الرئيس جو بايدن ونابئته كامالا هاريس يحذران من تبعات السياسات المتطرفة والمعادية للسلام في حكومة بنيامين نتنياهو".

ورأت أنه "بعد التطورات الأخيرة، التي يبدو أنها فارقة، لم تعد أوضاع المنطقة تحتمل مزيداً من التجاهل والتخاذل، وإذا كانت هناك جدية دولية لمنع الأسوأ فيجب التحرك الآن وفوراً، لأن سياسة حافة الهاوية التي تنتهجها إسرائيل لن تكون مأمونة إلى ما لا نهاية، ويمكن أن تنزلق في لحظة ما إلى الهاوية نفسها".

ولفتت إلى أنه "رغم النوايا الصادقة التي يتحلي بها مسؤولو الأمم المتحدة، إلا أنه ثبت أن مواقفهم لا تقدم ولا تؤخر، وقد سمع العالم تصريحات أكثر قوة وإدانات تقشعر لها الأبدان لجرائم إسرائيلية حدثت في قطاع غزة المنكوب، لكن ذلك لم يمنع آلة العدوان من الاستمرار في سفك الدماء واستهداف كل مقومات الحياة على مدار الشهور الأحد عشر الماضية".

وأضافت: "في العرف الإسرائيلي لا يختلف استخدام أجهزة مدنية كأسلحة في لبنان عن قصف المدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء في غزة بحجة وجود مطلوبين".

وأوضحت أن "كل المؤشرات تؤكد أن الوضع أصبح على صفيح ساخن، وأن العبث الإسرائيلي بالاستقرار وسيادة الدول تمادى وتجاوز كثيراً ويجب وقفه إذا كان بالفعل هناك حرص دولي مخلص على الأمن والسلام في المنطقة والعالم".